قوات الجيش حررت جبل الضبيب الاستراتيجي مـــع سلسلة مــن التلال الأخرى غــــرب «جبل القرن»
عاجل بوست - الشرق الأوسط:
حقق الـجيش اليمني أمس، تقدماً ميدانياً جديداً فــي جبال مديرية نهم شـــمـــال شرقي صنعاء، فــي وقت تصاعدت فيه المعارك ضد ميليشيات جماعة الحوثيين الانقلابية فــي جبهات البيضاء والجوف وحجة وصعدة، بالتزامن مـــع إسناد جوي مــن طيران التحالفوأفاد مصدر ميداني فــي الـــجــيـش الــيــمــنـي لـ«الشرق الأوسط»، بأن القوات الحكومية واصلت تقدمها فــي مديرية نهم وحررت جبل الضبيب الاستراتيجي مـــع سلسلة مــن التلال الأخرى غــــرب «جبل القرن»، بعد مواجهات عــنـيـفــة مـــع ميليشيا جماعة الحوثيين.
وقــال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، إن «المعارك التي استمرت عــلـى مدار يومي الخميس والجمعة، أدت إلــى خسائر بشرية فــي صفوف الميليشيات لم يتسنَ معرفة حجمها عــلـى وجه الدقة، إضافة إلــى تدمير آليات عسكرية واغتنام أسلحة وذخائر».
فــي المقابل خسرت القوات الحكومية - بحسب المصدر - عدداً مــن جنودها، بينهم العميد الركن حمود بن مرشد الذي يشغل منصب «ركن ثاني عمليات المنطقة العسكرية السابعة».ويسعى الـــجــيـش الــيــمــنـي إلــى تضييق الخناق عــلـى صنعاء مــن خلال تقدمه المستمر فــي جبال نهم ذات التضاريس الوعرة والامتداد الجغرافي الواسع، حيث باتت معظم مناطق نهم الشمالية تحت سيطرته، فــي حين باتت الميليشيات الحوثية محصورة فــي الأجزاء الجنوبية منها.
وفيما تقترب القوات الحكومية مــن السيطرة عــلـى منطقة «نقيل بن غيلان» عــلـى بعد نحو 40 كيلومتراً مــن أطراف صنعاء، أفادت مــصـــادر عسكرية مطلعة بأن الميليشيات الحوثية أرسلت المئات مــن مجنديها الجدد خلال الأيام الأخيرة عــلـى دفعات متفرقة لتعزيز عناصرها فــي جبهة نهم.
وأفادت وكــــالــة الأنباء الــيــمــنــيــة (سبأ) بأن الـــرئـيـس عبد ربه منصور هادي ونائبه الفريق علي محسن الأحمر بعثا أمس، برقيتي عزاء منفصلتين «إلــى أسرة العميد حمود بن مرشد الذي استشهد أثناء أداء الواجب فــي ميدان الشرف والبطولة».
وفـــي مــحــافــظــة الجوف، تجددت أمس، مواجهات عــنـيـفــة بـيـن الـــجــيـش الــيــمــنـي وميليشيا الحوثي فــي مديرية المتون الواقعة جــــنـوب غربي الجوف استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وقــالـت مــصـــادر قبلية فــي المنطقة إن المعارك اقتربت مــن محيط «المجمع الحكومي» فــي مركز المديرية، مخلفة خسائر كبيرة فــي صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وتتزامن هذه المواجهات مـــع معارك مستمرة مـــع الميليشيات عــلـى طول الامتداد الجغرافي لمحافظة الجوف المجاورة لمحافظة صعدة ابتداء مــن مديرية خب والشعف المحررة، التي تشكل نحو 85 فــي المائة مــن مساحة المحافظة، ومروراً بمديرية برط العنان، وصولاً إلــى مديريتي المتون والمصلوب جــــنـوب غربي المحافظة.
وكــانت قـــوات الـــجــيـش فــي جبهة برط العنان حررت أول مــن أمس، مواقع استراتيجية فــي المديرية المحاذية لأغلب الحدود الشرقية لمحافظة صعدة التي تمثل العمق الاستراتيجي للميليشيات الحوثية والمعاقل الرئيسية لقادتها العسكريين ودعاتها الطائفيين.
وبعد الانتصارات، وتقدم قـــوات الـــجــيـش الوطني فــي مديرية برط العنان والسيطرة عــلـى عـــدد مــن المناطق أبرزها جبل حبش الاستراتيجي المطل عــلـى عدة طرق؛ الطريق الرابطة بـيـن مديرية خب والشعف ومديرية برط، وطريق الجوف - صعدة، أصبحت ميليشيات الحوثي الانقلابية تعيش فــي حالة ارتباك فــي عـــدد مــن الجبهات بما فيها مديرية المصلوب.
وتبادلت عناصر انقلابية الاتهامات بالخيانة. وقــالـت مــصـــادر مــحـــلــيــة إن «الميليشيات الانقلابية أصبحت تعيش فــي حالة ارتباك وســـط انسحاب أكثر مــن 25 انقلابياً مــن المصلوب».
وأكدت، بحسب مـــا نقل عنها مـــجـــلـــس إعلام الجوف التابع للشرعية، أن «خلافات حادة نشبت بـيـن قيادات حوثية مــن الصف الأول فــي ميليشيا الحوثي بمديرية المصلوب، مـــا أدى إلــى انسحاب بعض القيادات وامتناعها عـــن خوض المعارك فــي صفوف الميليشيات الانقلابية فــي المديرية».
وأوضحت أن «الخلافات نشبت بعد أن زرعت الميليشيا ألغاماً راح ضحيتها مــواطــنـون ينتمون لقبيلة بني نوف التي ينتمي إليها القيادي الحوثي ربيع صالح السنتيل وأمين محمد القح، الأمر الذي جعل أكثر مــن 25 عنصراً مــن الميليشيات تعلن رفض مشاركتهم فــي جبهات القتال بسبب مـــا سموه الخيانات الــداخــلـيـة وزج الأبرياء فــي معارك وهمية، بالإضافة إلــى اشتراطهم تسليم العناصر التي عملت عــلـى زراعة الألغام فــي مناطق مختلفة مــن المديرية».
إلــى ذلـك، استمرت المواجهات أمس عــلـى أطراف مديرية ناطع فــي مــحــافــظــة البيضاء، بالتزامن مـــع قصف عشوائي للميليشيا الحوثية عــلـى مساكن المواطنين فــي مديرية القريشية التي تنشط فيها «مقاومة شعبية» مــن رجـــال الـــقــبـائل يرفضون الوجود الحوثي.
وقــال شــهــود إن «الميليشيا قصفت أمس بالدبابات والمدفعية المتمركزة فــي جبل بهران ببلاد الظهرة منازل المواطنين فــي قرية ذي كالب»، مـــا أدى إلــى إحداث دمار فــي عـــدد المساكن والممتلكات وإصــــابـة نحو 5 أشخاص بينهم امرأتان.
وأكــــد موقع الـــجــيـش الــيــمــنـي (سبتمبرنت) أن غارة جوية لطيران الــتــحــالــف استهدفت أمس «سيارة للميليشيا الانقلابية أثناء توجهها إلــى منطقة فضحة التابعة لمديرية الملاجم فــي مــحــافــظــة البيضاء، مـــا أدى إلــى مـــقــتــل عـــدد مــن قيادات الحوثي بينهم القيادي المدعو أبو سام الكحلاني المشرف الثقافي للجماعة بمديرية الطفة».
وذكر الموقع أن عنصرين حوثيين قتلا «فــي كمين للمقاومة الشعبية بالقرب مــن موقع شاردة، بمنطقة ذي مضاحي، فــي منطقة الحازمية، بمديرية الصومعة» فــي مــحــافــظــة البيضاء.
COMMENTS