نشر الباحث الأمريكي سايمون هندرسون تقريرا فــي معهد واشنطن، يتحدث فــيه عن مستقبل السعودية وتأثير حرب اليمن عليها.
عاجل بوست - عربي21:
نشر الباحث الأمريكي سايمون هندرسون تقريرا فــي معهد واشنطن، يتحدث فــيه عن مستقبل السعودية وتأثير حرب اليمن عليها.
وقـــال هندرسون: "بالنسبة إلى محمد بن سلمان والقيادة السعودية، تمثّل الهجمات مــن اليمن خوفا يُسرّ الحوثيون وداعموه الإيرانيون على إثارته. وكـــانت صحيفة "عرب نيوز" الناطقة بالإنجليزية أعلنت يوم الاثنين أنّ الهجوم الصاروخي كـــان "عملا مــن أعمال الحرب" مــن جانب إيران".
وأضـــاف أنه "مــن الناحية التكتيكية، يتعثّر السعوديون وحلفاؤهم فــي الإمارات العربية المتحدة فــي مهمّتهم الرامية إلى إعــادة هادي إلى السلطة. ومــن الناحية الاستراتيجية، يشير الهجوم الصاروخي إلى أنّ التحالف قد يخسر، وهو مــنحى يتوق محمد بن سلمان إلى عكسه. ويقول أولئك الذين التقوا به إنه يريد أن يصبح أكثر حزما حول إيران ووكلائها".
ورأى أن "الهجمات الصاروخية الأخرى مثل الهجوم الأخير، قد تدفع شركـــات الطيران الأجنبية إلى وقف رحلاتها إلى الرياض. إلّا أنّ خطرا كهذا لا يتوافق مع "صورة" محمد بن سلمان الجديدة لمملكة حديثة متألّقة تبنّت الإسلام المعتدل، وهي رؤية كشف عنها خلال مؤتمر مهمّ للمستثمرين الأجانب قبل أسابيع قليلة فقط".
وتابع: "يعود الصراع السعودي-الإيراني إلى ما قبل عهد محمد بن سلمان، إذ تعود الجولة الأخيرة إلى الثورة الإسلامية عــام 1979. وتعتبر السعودية إيران خصما تاريخيا وعرقيا وعدوا شيعيا يتحدّى القيادة السعودية للعــالم الإسلامي السنّي، ومتحدّيا ثوريا للوضع الإقليمي الراهن. أمّا هدف إيران على المدى الطويل فهو إضعــاف الوضع الراهن الذي تضمــنه الولايات المتحدة بشكل فعــال. ويقضي هدفها على المدى القصير الاستفادة مــن عواقب الحرب العراقية و"الربيع العربي"؛ لنشر تأثيرها، وبلوغ المجتمعــات الشيعية فــي جميع أنحاء المــنطقة".
وقـــال إنه "بالنسبة لإيران، شكّلت اليمن، تحت حكم علي عبد الله صالح، هدفا بمحض الصدفة. وكـــان دعم القبائل الحوثية مــن خلال تزويدها بالمساعدة التنظيمية والأموال مجرّد خدعة. وقد انهار حكم صالح، لكنّه شكّل تحالفا مع الحوثيين ضدّ الرئيس هادي، الذي هو قيد الإقـــامة الجبرية فــي السعودية. وعلى الرغم مــن الجهود التي بذلها سلاح الجو السعودي، إلا أنها فشلت فــي طرد الحوثيين. وكـــانت القوّات الإماراتية أكثر نجاحا فــي جنوب البلاد، حول مدينة عدن الساحلية. إلّا أنّها تواجه مصاعب هناك مــن قِبل جماعــات على غرار تنظيم «القـــاعدة» التي حوّلت المــناطق الداخلية اليمنية إلى ملاذ لها".
وأشـــار إلى أنّ نجاح إيران فــي دعم حلفائها الحوثيين فــي اليمن عــاقبة لتدخّل ملائم، وهو رهان صغير كـــان له النتيجة المرجوّة. وأضاف قبل عدة أشهر، سألتُ جنرالا سعوديا يزور واشنطن: كم هو عدد الإيرانيين فــي اليمن؟ توقّعت تخمين الآلاف أو ربّما المئات. فاجأني جوابه على ما قدّرت أنّه سؤال بديهي، إذ قـــال: "لا أعرف".
ويسود اعتقـــاد، استنادا إلى الأجوبة التي حصلتُ عليها بمضـــايقتي مسؤولين فــي واشنطن، أنّ الرقم هو فــي العشرات. ووفقـــا لهؤلاء المسؤولين، تأتي فرق صغيرة مــن إيران للتدريب على أنظمة أسلحة معيّنة أو تشغيلها، ثمّ ترحل. ومــن هنا تُفسّر الصواريخ التي أطلقت مــن الساحل على سفن حربية أمريكية فــي البحر الأحمر فــي العــام الماضي وهجوم القـــارب مــن دون ربّان على فرقـــاطة سعودية فــي كـــانون الثاني/ يناير.
وبحسب هندرسون، يُرجع خبراء فــي الصواريخ الفضل إلى إيران على المدى الطويل لترسانة اليمن المتبقية المؤلفة مــن صواريخ "سكود". وقد قـــال لي مسؤولون إن إيران ربما أرسلت خزّانات وقود أكبر وأجزاء هياكل إلى اليمن. وكـــان سيتمّ ملاحظة محاولات تهريب صواريخ كـــاملة، وهو ما كـــان يأمل المرء أن يكون محظورا مــن قبل الولايات المتحدة".
وقـــال إن ردّ السعودية كـــان سريعــا على الصاروخ الذي أُطلق يوم السبت. "لا بل جذري، إذ أعلنت فــي اليوم التالي أنها ستغلق جميع الحدود البرّية والبحرية والجوّية مع اليمن. كما نشرت الرياض لائحة بصور وأسماء 40 حوثيا مطلوبين بتهم "جرائم إرهابية". وتمّ تقديم مكـــافآت أيضـــا على النحو التالي: 30 مليون دولار مقـــابل قـــائد الحوثيين، عبد الملك بدر الحوثي، و 20 مليون دولار مقـــابل ملازميه العشرة المهمّين، و10 ملايين دولار للدرجة التالية مــن المــنفّذين، وهكذا دواليك. وهنا يتساءل المرء: لماذا استغرقت الرياض كل هذا الوقت لتقديم مثل هذه الحوافز، إذ تُعرف اليمن بكونها مكـــانا يوجد فــيه ثمــن حتّى للولاء؟".
وقـــال فــي ختام ورقته إنه "بدلا مــن النظر إلى اليمن كدولة ثانوية فقيرة لا أهمّية تُذكر لها، يبدو أنّ أمراء آل سعود يعتبرونها خنجرا يستهدف قلبهم، إذ إن ابن سعود، جدّ محمد بن سلمان، حذّر كما يُقـــال مــن تهديد اليمن مــن على فراش موته. وطالما استمرت الحرب الإقليمية بالوكـــالة مع إيران، ستبقى اليمن مسرحا رئيسيا لهذه الحرب وجزءا حيويا مــن الطموحات الإقليمية لمحمد بن سلمان".
وأضـــاف أنه "مــن الناحية التكتيكية، يتعثّر السعوديون وحلفاؤهم فــي الإمارات العربية المتحدة فــي مهمّتهم الرامية إلى إعــادة هادي إلى السلطة. ومــن الناحية الاستراتيجية، يشير الهجوم الصاروخي إلى أنّ التحالف قد يخسر، وهو مــنحى يتوق محمد بن سلمان إلى عكسه. ويقول أولئك الذين التقوا به إنه يريد أن يصبح أكثر حزما حول إيران ووكلائها".
ورأى أن "الهجمات الصاروخية الأخرى مثل الهجوم الأخير، قد تدفع شركـــات الطيران الأجنبية إلى وقف رحلاتها إلى الرياض. إلّا أنّ خطرا كهذا لا يتوافق مع "صورة" محمد بن سلمان الجديدة لمملكة حديثة متألّقة تبنّت الإسلام المعتدل، وهي رؤية كشف عنها خلال مؤتمر مهمّ للمستثمرين الأجانب قبل أسابيع قليلة فقط".
وتابع: "يعود الصراع السعودي-الإيراني إلى ما قبل عهد محمد بن سلمان، إذ تعود الجولة الأخيرة إلى الثورة الإسلامية عــام 1979. وتعتبر السعودية إيران خصما تاريخيا وعرقيا وعدوا شيعيا يتحدّى القيادة السعودية للعــالم الإسلامي السنّي، ومتحدّيا ثوريا للوضع الإقليمي الراهن. أمّا هدف إيران على المدى الطويل فهو إضعــاف الوضع الراهن الذي تضمــنه الولايات المتحدة بشكل فعــال. ويقضي هدفها على المدى القصير الاستفادة مــن عواقب الحرب العراقية و"الربيع العربي"؛ لنشر تأثيرها، وبلوغ المجتمعــات الشيعية فــي جميع أنحاء المــنطقة".
وقـــال إنه "بالنسبة لإيران، شكّلت اليمن، تحت حكم علي عبد الله صالح، هدفا بمحض الصدفة. وكـــان دعم القبائل الحوثية مــن خلال تزويدها بالمساعدة التنظيمية والأموال مجرّد خدعة. وقد انهار حكم صالح، لكنّه شكّل تحالفا مع الحوثيين ضدّ الرئيس هادي، الذي هو قيد الإقـــامة الجبرية فــي السعودية. وعلى الرغم مــن الجهود التي بذلها سلاح الجو السعودي، إلا أنها فشلت فــي طرد الحوثيين. وكـــانت القوّات الإماراتية أكثر نجاحا فــي جنوب البلاد، حول مدينة عدن الساحلية. إلّا أنّها تواجه مصاعب هناك مــن قِبل جماعــات على غرار تنظيم «القـــاعدة» التي حوّلت المــناطق الداخلية اليمنية إلى ملاذ لها".
وأشـــار إلى أنّ نجاح إيران فــي دعم حلفائها الحوثيين فــي اليمن عــاقبة لتدخّل ملائم، وهو رهان صغير كـــان له النتيجة المرجوّة. وأضاف قبل عدة أشهر، سألتُ جنرالا سعوديا يزور واشنطن: كم هو عدد الإيرانيين فــي اليمن؟ توقّعت تخمين الآلاف أو ربّما المئات. فاجأني جوابه على ما قدّرت أنّه سؤال بديهي، إذ قـــال: "لا أعرف".
ويسود اعتقـــاد، استنادا إلى الأجوبة التي حصلتُ عليها بمضـــايقتي مسؤولين فــي واشنطن، أنّ الرقم هو فــي العشرات. ووفقـــا لهؤلاء المسؤولين، تأتي فرق صغيرة مــن إيران للتدريب على أنظمة أسلحة معيّنة أو تشغيلها، ثمّ ترحل. ومــن هنا تُفسّر الصواريخ التي أطلقت مــن الساحل على سفن حربية أمريكية فــي البحر الأحمر فــي العــام الماضي وهجوم القـــارب مــن دون ربّان على فرقـــاطة سعودية فــي كـــانون الثاني/ يناير.
وبحسب هندرسون، يُرجع خبراء فــي الصواريخ الفضل إلى إيران على المدى الطويل لترسانة اليمن المتبقية المؤلفة مــن صواريخ "سكود". وقد قـــال لي مسؤولون إن إيران ربما أرسلت خزّانات وقود أكبر وأجزاء هياكل إلى اليمن. وكـــان سيتمّ ملاحظة محاولات تهريب صواريخ كـــاملة، وهو ما كـــان يأمل المرء أن يكون محظورا مــن قبل الولايات المتحدة".
وقـــال إن ردّ السعودية كـــان سريعــا على الصاروخ الذي أُطلق يوم السبت. "لا بل جذري، إذ أعلنت فــي اليوم التالي أنها ستغلق جميع الحدود البرّية والبحرية والجوّية مع اليمن. كما نشرت الرياض لائحة بصور وأسماء 40 حوثيا مطلوبين بتهم "جرائم إرهابية". وتمّ تقديم مكـــافآت أيضـــا على النحو التالي: 30 مليون دولار مقـــابل قـــائد الحوثيين، عبد الملك بدر الحوثي، و 20 مليون دولار مقـــابل ملازميه العشرة المهمّين، و10 ملايين دولار للدرجة التالية مــن المــنفّذين، وهكذا دواليك. وهنا يتساءل المرء: لماذا استغرقت الرياض كل هذا الوقت لتقديم مثل هذه الحوافز، إذ تُعرف اليمن بكونها مكـــانا يوجد فــيه ثمــن حتّى للولاء؟".
وقـــال فــي ختام ورقته إنه "بدلا مــن النظر إلى اليمن كدولة ثانوية فقيرة لا أهمّية تُذكر لها، يبدو أنّ أمراء آل سعود يعتبرونها خنجرا يستهدف قلبهم، إذ إن ابن سعود، جدّ محمد بن سلمان، حذّر كما يُقـــال مــن تهديد اليمن مــن على فراش موته. وطالما استمرت الحرب الإقليمية بالوكـــالة مع إيران، ستبقى اليمن مسرحا رئيسيا لهذه الحرب وجزءا حيويا مــن الطموحات الإقليمية لمحمد بن سلمان".
COMMENTS