"الديلي ميل" البريطانية ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان ونظيره الإماراتي محمد بن زايد كانا وراء إقالة الرئـيـس الأميركي لوزير خارجيته ريكس تيلرسون
عاجل بوست - هاف بوست عربي:
كشفت صــحــيـفــة بريطانية أنَّ زعيمين عربيين تفاخرا بأنَّهما كانا وراء إقالة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، وذلك بحسب مــصــادر مُقرَّبة منها.
وقــالـت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، الأربعاء 21 مارس/آذار 2018، إن الزعيمين اللذين كانا وراء إقالة الرئـيـس الأميركي وزير خارجيته، ريكس تيلرسون، قبل أيام، هما ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان ونظيره الإماراتي محمد بن زايد.
وكـــان تيلرسون قد عَلِمَ بفقدانه وظيفته بعدما غرَّد الـــرئـيـس الأميركي، دونالد ترامب، بهذا الخبر فــي تغريدةٍ عــلـى "تويتر" فــي 13 مارس/آذار 2018.
وبحسب الصحيفة البريطانية، قـــال بن سلمان، الذي زار ترامب فــي المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، الثلاثاء 20 مارس/آذار 2018، لأصدقائه، إنَّه عــقــد اتفاقاً فــي أثناء اجتماعاته مـــع صهر الـــرئـيـس ترامب، غاريد كوشنر، العام الماضي (2017)، يُقـــال بموجبه تيلرسون مــن منصبه.
وقــال مصدرٌ مقرَّبٌ مــن ولي العهد إنَّ "محمد بن سلمان يدَّعي أنَّ إقالة تيلرسون كانت أحد مطالبه مــن ترامب، قدَّمه عبر غاريد كوشنر، مــن أجل تنفيذه قبل زيارته إلــى الولايات المتحدة. ويبدو أنَّه حصل عــلـى مـــا أراد".
وكـــان وزير الخارجية المُقـــال مؤيداً لاتفاقٍ نووي مـــع إيران وكبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات، وهو الأمر الذي أثار فزع عدوَّي إيران اللدودين: السعودية والإمارات.
تيلرسون أغضبهم
وأثار تيلرسون غضب هذين النظامين أيضاً بعدما دفع باتجاه إنهاء الحصار البري والبحري والجوي للدولة الخليجية الجارة قطر، عــلـى خلفية ادعاءات بأنَّ تلك الأخيرة ترعى الإرهاب، الأمر الذي تنفيه الدوحة دوماً.
وحاول تيلرسون التوسُّط لعقد مــحــادثـات بـيـن البلدان العربية الثلاثة فــي أثناء زيارته المنطقة فــي أكتوبر/تشرين الأول 2017، بعد مرور 4 أشهر مــن الحصار، لكنَّه تخلَّى عـــن ذلـك حينما لم يحرز أي تقدُّم مـــع بن سلمان، قائلاً للصحفيين: "لا يمكننا فرض مــحــادثـاتٍ عــلـى أشخاص ليسوا مستعدين للحديث".
وقــال المصدر للصحيفة البريطانية: "غَضِبَ محمد بن زايد مــن ذهاب تيلرسون إلــى الدوحة وإصداره ذلـك البيان. وكل مرة يريدون فيها اتخاذ إجراء عدواني، كان تيلرسون يُهدِّئ الأمور؛ لأنَّه يُفكِّر كرجل أعمال إصلاحي يدير شركة للنفط، وليس كجنرال فــي الـــجــيـش".
وأضـــاف: "تمكَّن (تيلرسون) مــن إقناع وزير الـــدفـــاع الأميركي، جيمس ماتيس، بوجهة نظره، المتمثلة فــي عدم السماح لمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد بالسيطرة عــلـى البيت الأبيض عبر كوشنر. وأخاف ذلـك محمد بن زايد؛ لذا حاولا القيام بكل مـــا فــي مقدورهما لجعل كوشنر ينقل الرسالة، التي مفادها أنَّ تيلرسون يجب أن يُقـــال".
وقــال مصدر سعودي ثانٍ بالقصر، ليس فــي صف محمد بن سلمان: "نعلم أنَّ الإمارات والمملكة العربية السعودية رغبتا فــي التخلص منه؛ لأنهما لم يتمكَّنا مــن التلاعب به حين تعلَّق الأمر بقطر. كان يدرك حقيقتيهما"، بحسب الصحيفة البريطانية.
وقام كوشنر بزيارة سرية إلــى الرياض فــي الشهر نفسه، قبيل أيام فقط مــن قيام محمد بن سلمان بانتزاعٍ للسلطة عـــن طريق اعتقاله أعضاء عديدين مــن الأسرة الملكية السعودية.
بن سلمان كان متحمساً
ويدَّعي المصدر الأول مــن داخل القصر بالرياض أنَّ بن سلمان كان متحمساً للغاية لإقالة تيلرسون، لدرجة أنَّه طالب بالأمر كجزءٍ مــن مــفــاوضــاتٍ دبلوماسية مـــع كوشنر فــي ذلـك الشهر.
لكنَّ محمد بن سلمان ليس هو القائد الـــعــربـي الوحيد الذي يَنسب الفضل لنفسه فــي إقالة تيلرسون.
إذ عبَّر الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد، الذي يُنظَر إليه فــي الدوائر الدبلوماسية باعتباره مرشداً أو ناصحاً لمحمد بن سلمان (32 عاماً)، لدائرته المُقرَّبة عـــن "فرحه"؛ لكونه المسؤول عـــن استبدال وزير الخارجية، بحسب الصحيفة البريطانية.
وقــال مصدرٌ مُقرَّبٌ مــن ولي العهد الإماراتي إنَّ "محمد بن زايد يُعبِّر عـــن فرحته لكل عضو مــن عائلات الخليج الحاكمة؛ لكونه العقل المدبر لإقالة تيلرسون".
وغرَّد عبد الخالق عبد الله، المستشار الـــسـيـاسـي لمحمد بن زايد والمقيم بدبي، بعد إقالة تيلرسون، مُلمِّحاً إلــى تورط الإمارات فــي الأمر.
وكتب: "التاريخ سيذكر أنَّ دولة خليجية كان لها دورٌ مـــا فــي طرد وزير خارجية دولى عظمى".
وقــال مصدرٌ مُقرَّبٌ مــن حمد المزروعي، مــــديـر مخابرات محمد بن زايد الفعلي، إنَّ المزروعي كان يُعبِّر هو الآخر عـــن فرحته بالإقالة، بحسب الصحيفة البريطانية.
أضاف المصدر أنَّ "حمد المزروعي كان يقول لنا: زعيمنا أقال تيلرسون. وكـــان يتباهى بالأمر، وقــال: إن كنا أقلْنا وزير خارجية الولايات المتحدة بهذه السرعة، فبإمكاننا فعل أي شيء".
وتابع المصدر: "أُقيل تيلرسون بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها محمد بن زايد. أمَّا محمد بن سلمان، فأضاف اللمسة الأخيرة وحسب".
برويدي.. نقل الرسائل إلــى الكبار
وقد كُشِف عـــن قيام المتبرع الكبير لترامب، إليوت برويدي -الذي أبرم عقوداً أمنية تُقدَّر بملايين الدولارات مـــع الإمارات- بحملة لإقالة تيلرسون داخل البيت الأبيض.
وفـــي مذكرة مسربة عـــن لــقــاءٍ عقده برويدي، فــي أكتوبر/تشرين الأول 2017، مـــع الـــرئـيـس، قـــال برويدي لترامب إنَّ تيلرسون "يؤدي أداءً ضعيفاً وتجب إقالته فــي وقتٍ ملائم سياسياً"، بحسب "الديلي ميل".
وهاجم برويدي وزيرَ الخارجية فــي المذكرة، واصفاً إياه بأنَّه "ضعيف" وأنَّه "برجٌ مــن حلوى الجيلي، يجب انتقاده بشدة".
وفـــي أثناء اللقاء، اقترح برويدي أيضاً عــلـى ترامب الالتقاء مـــع بن زايد؛ لمناقشة إنشاء قوة إقليمية لمكافحة الإرهاب.
وأُرسِلت المذكرة إلــى جورج نادر، وهو مستشار غامض للإمارات، له صلات مـــع إدارة ترامب.
وقــال المصدر المقرب مــن بن زايد إنَّ نادر كُلِّف مــن الأمير الإماراتي بالتحديد، الضغط مــن أجل إقالة تيلرسون.
وقــال المصدر إنَّ "جزءاً مــن المهمة المُكلَّف إياها جورج نادر، كان يتمثل فــي القيام بالأمر عبر برويدي، الذي ينقل الرسائل إلــى كــبـار الجمهوريين، الذين يحاولون إقناع ترامب بالتعجيل بإقالة تيلرسون".
وقــال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إنَّ تيلرسون ومدير وكــــالــة الاستخبارات المركزية الأميركية مايك بومبيو -وهو الرجل الذي اختاره الـــرئـيـس دونالد ترامب ليحل محل تيلرسون- يعتزمان عــقــد لــقــاء فــي مقر الوزارة.
لم يكن هذا المسؤول مُخوَّلاً له التصريح باسمه وطلب عدم الكشف عـــن هويته، بحسب الصحيفة البريطانية.
ويُعَد هذا أول لــقــاء معروف بـيـن الرجلين منذ إقالة ترامب، تيلرسون عــلـى "تويتر" وإعلانه تعيين بومبيو بدلاً منه.
ويعتزم بومبيو أيضاً أن يلتقي، الإثنين 26 مارس/آذار 2018، رئـيـس لـــجــنـة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور بوب كوركر، عـــن ولاية تينيسي. وستصوت لـــجــنـة كوركر، فــي نهاية المطاف، عــلـى تأكيد تعيين بومبيو مــن عدمه، قبل أن يُعرَض تعيينه عــلـى مـــجـــلـــس الشيوخ بهيئته كاملةً.
تيلرسون سلَّم سلطاته
وقد سلَّم تيلرسون بالفعل السلطات كافة إلــى نائبه، لكنَّه سيبقى وزيراً اسماً فقط حتى 31 مارس/آذار 2018.
وفـــي هذه الأثناء، قـــال بن سلمان فــي أثناء لقائه، الثلاثاء 20 مارس/آذار 2018، مـــع ترامب، إنَّ الولايات المتحدة والسعودية بإمكانهما معالجة "الكثير مــن الأمور" معاً فــي المستقبل.
ونوَّه إلــى وجود علاقات "عميقة للغاية" بـيـن البلدين، فــي أول وقفة له بجولته التي تستغرق 3 أسابيع بالولايات المتحدة.
هذه هي أول زيارة يقوم بها بن سلمان إلــى البيت الأبيض منذ أن عزز دوره كزعيم سياسي فعلي للمملكة، وشرع فــي إجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية، لطالما سعى الغرب إلــى تحقيقها.
قـــال ترامب، فــي مــعــرض كلامه عـــن حركة التطهير الحساسة التي تجري بالمملكة: "جرت الكثير مــن الأحداث العظيمة منذ زيارتك الأخيرة للبيت الأبيض".
وأكمل: "كنتَ وليَّ العهد، والآن تخطت سلطتك ذلـك"، وذلك قبل أن يضيف إلــى كلامه أنه يفتقد والد محمد، الملك سلمان بن عبد العزيز، ويأمل أن يراه قريباً، بحسب الصحيفة البريطانية.
وتحدَّث ابن الملك سلمان ووريث العرش باللغة الإنكليزية، مشيراً إلــى الاستثمارات السعودية الكبيرة فــي الولايات المتحدة.
جدير بالذكر أنه ظهر كل الود بـيـن ترامب وبن سلمان أمام الكاميرات، إلــى جانب المصافحات وتبادل الابتسامات والكلمات الدافئة.