تشهد العاصمة صنعاء، ومناطق سيطرة الحوثيين انعداماً كلياً لمادة الغاز المنزلي منذ ما يقارب شهر
عاجل بوست - العربية:
أجبرت ميليشيا الحوثي الانقلابية، الطوابير الطويلة مــن المواطنين أمام محطات تعبئة الغاز المنزلي فــي العاصمـة اليمنية صنعاء، عــلـى مغادرتها بالقوة، مـــع أسطواناتهم الفارغة، رغم انتظارهم للأسبوع الثالث عــلـى التوالي، لإيفاء الميليشيا بوعودها لحل الأزمـــة التي افتعلتها، كما يتهمها السكان.
وأكـد سـكان محليون فــي صنعاء، أن المسلحين الحوثيين طلبوا منهم مغادرة الطوابير مــن أمام المحطات وأجبروهم عــلـى أخذ أسطوانات الغاز التابعة لهم "فارغة"، والعودة بها إلى منازلهم، وأن مـن "سيرفض ذلـك سيتم اعتقاله"، وعليهم الذهاب إلــى عقال الحارات الذين سيتم عبرهم تسليم الغاز بدلا مــن المحطات، بحسب قولهم.
وأعلنت شركة الغاز الخاضعة لسيطرة الحوثيين، للمواطنين الذين ظلوا فــي طوابير الانتظار أمام المحطات للأسبوع الثالث، أنها اعتمدت آلية صرف جديدة للغاز عبر "عقال الحارات"، غير أن الغاز لم يصل لهم لا بالآلية الجديدة ولا بالقديمة.
وذكر أحد ســـكــان صنعاء، أن الهدف مــن تفريق الحشود مــن أمام المحطات واضح، وهو عدم تحول شوارع صنعاء إلــى ساحة اعتصامات مفتوحة أمام محطات الغاز، والتي تزيد النقمة الشعبية عــلـى ميليشيا الحوثي، وتفضح متاجرتهم بمعاناة الناس خارجيا.
وهو مـــا ذهب إليه ناشطون يمنيون، حيث أكدوا أن تفريق ميليشيا الحوثي لتلك السلاسل البشرية الطويلة أمام محطات الغاز فــي صنعاء بشكل مفاجئ، له هدف سياسي، وجاء قبل زيارة فريق خبراء التحقيق الدولي التابع لمجلس الانسان والوفد الدبلوماسي الأوروبي.
وتشهد العاصمة صنعاء، ومناطق سيطرة الحوثيين انعداما كليا لمادة الغاز المنزلي، مـــع استمرار الميليشيا فــي احتجاز مقطورات الغاز فــي عمران وذمار، وعدم السماح بدخولها، ضمن خطة لرفع أسعارها وتعظيم مكاسبها فــي السوق السوداء.
وتجاوزت سعر أسطوانة الغاز الواحدة (20 لتر) فــي السوق السوداء حاليا 15 ألف ريال يمني، ولا يمكن الحصول عليها إلا بصعوبة بالغة، مـــع أن ميليشيا الحوثي تشتريها مــن مصافي الــحــكــومــة الـــشــرعــيـة بمأرب بمبلغ 1050 ريال فقط.
وقدرت مـصادر اقتصادية يمنية، أن السوق السوداء للمشتقات النفطية والغاز المنزلي تدر عــلـى الانقلابين الحوثيين مبالغ تقدر بأكثر مــن 120 مليار ريال يمني شهريا، تستخدم جزء منها فــي تمويل مـــا تسميه "المجهود الحربي"، وتصادر البقية لحساباتها البنكية الخاصة.